حبيبتي . إنْ يسألوكِ عنّي يوماً ، فلا تفكِّري كثيرا
قولي لهمْ بكلِّ كبرياء : ((يُحبُّني .. يُحبُّني كثيرا..))
صغيرتي . إنْ عاتبوكِ يوماً كيف قصصتِ شَعْرَكِ الحريرا
وكيفَ حطَّمتِ إناءَ طيبٍ من بعدما ربَّيْتِهِ شُهُورا
وكانَ مثل الصيفِ في بلادي يوزِّعُ الظلالَ و العبيرا
قولي لهُمْ : ((أنا قصصتُ شعري لأنَّ من أحبُّهُ .. يحبُّهُ قصيرا..))
أميرتي ... إذا معاً رقصنا على الشموع لحنَنَا الأثيرا
وحوَّلَ البِيانُ في ثوانٍ وجودَنا أشعَّةً و نورا
وظنَّكِ الجميعُ في ذراعي فراشةً تهمُّ أنْ تطيرا
فواصلي رقصكِ في هدوءٍ واتخذي من أضلعي سريرا
وتمتمي بكُلِّ كبرياءِ ((يُحبُّني .. يُحبُّني كثيراً ..))
حبيبتي . إن أخبروكِ أنـي لا أملكُ العبيد والقُصورا
وليس في يديَّ عِقْدُ ماسٍ به أحيطْ جيدَكِ الصغيرا
قولي لهُمْ بكلِّ عنفوانٍ يا حبِّيَ الأوَّلَ و الأخيرا
قولي لهُمْ : كفاني بأنه يُحبُّني كثيرا...
حبيبتي .. يا ألفَ يا حبيبتي
حُبِّي لعينكِ أنا كبيرٌ وسوفَ يبقى دائماً كبيرا..
نزار قبانى ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق